الاستنساخ والتعبير

عندما قدم تسفي نيتاع إلي وإلى يوتام ياكير، المدير العام لمتاحف حيفا، مجموعته من مطبوعات ستروك، أضيئت عيناي.

كان من الواضح لي أن هناك كنزًا كاملاً هنا. في شقة السيد نيتاع لم أتمكن من فحص جميع المطبوعات، ولا حتى عدها بدقة. 

في عام 2022، تبرع السيد نيتاع بسخاء بمجموعة ستروك بأكملها للمتحف، وقد أمضيت أنا وفريق إدارة المجموعات منذ ذلك الحين ساعات طويلة في فرز المجموعة وتنظيمها.

 وظيفتي في المتحف ليس قيم - أنا أعمل كمدير لمجموعات المقتنيات. على هذا النحو أنا مكلف بتسجيل وترتيب وحفظ مجموعات متحف حيفا. دائمًا ما يسعدني تلقي مجموعة جديدة بدراسة المجموعة وفهم الأسرار التي يمكن استخلاصها منها. في نهاية عملية فرز واستيعاب المجموعة، اتضح أن السيد نيتاع قد تبرع للمتحف بما لا يقل عن مائتين وثمانية وأربعين مطبوعة ورسمة لهيرمان ستروك، خمسون منها لم تكن نماذج منها في مجموعات المتحف. بقدر ما أفهم، يمكنك معرفة الكثير عن إجراءات عمل ستروك على وجه التحديد من هذه المجموعة. وهذا هو السبب أيضًا في أنني طلبت فرصة تنظيم هذا المعرض، استنادًا بالكامل تقريبًا إلى تبرع تسفي نيتاع.

بدأت المجموعة مع والد تسفي نيتاع، السيد يوسف (جو) بوكسيمباوم ، أحد أوائل الصناعيين في إسرائيل والصهيوني الشغوف ، الذي اشتراها بعد حوالي عقدين من وفاة ستروك ، على ما يبدو مباشرة من أرملة الفنان.

تتضمن المجموعة التي اقتناها السيد بوكسمباوم العديد من المطبوعات التي هي عبارة عن تشكيلات متنوعة لنفس الفكرة. من خلالهم يمكنك التعرف على مدى تعقيد إجراءات عمل ستروك. تُظهر المقارنة بينهما الكثير حول عمليات العمل المعقدة لستروك والمقدار الكبير من التفكير الذي تم استثماره فيها.

يمكن ملاحظة التنوع الواسع للخيارات التي كانت متاحة لفنان الطباعة على مستوى ستروك في اختيار تقنية الطباعة، نوع الورق، الشكل، النمط، اللون والمزيد: النقش أو الكي أو الطباعة الحجرية؛ خط رفيع وحاد، بقعة سوداء داكنة أو خط ناعم يشبه الباستيل؛ ورق مربع صغير، ورق كبير مستطيل، أو ورق برشمان شبه شفاف؛ أسود وأبيض أو ملون، أو طباعة مرسومة باليد - كانت الاحتمالات لا حصر لها. تتيح تقنيات الطباعة المختلفة بإعادة إنتاج العمل مرارًا وتكرارًا، وفي المعرض يمكنك أن ترى كيف استمر ستروك في معالجة ألواح الطباعة، واستمر في الدراسة والبحث عن الصورة التي أراد إنشاءها.

آمل أن ينقل لكم المعرض على الأقل بعض الفرحة التي تغمرني في عملي، والاهتمام الكبير الذي يمكن أن نجده في هذه المطبوعات.

 أتمنى أن تُيقظ زيارتكم للمعرض في نفوسكم، أيها المشاهدين على الأقل بعض البهجة التي ارتبطت في إعداده وتتيح لكم التعرف على الثروة الكبيرة الموجودة في هذه المطبوعات.

ران هيليل

مدير مقتنيات متحف حيفا  

قيِّم المعرض