هيرمان شطروك – الرؤيا والواقع

هيرمان شطروك – الرؤيا والواقع 

"الإنسان والطبيعة شكّلا لديه رمزًا للعناية الإلهيّة.

 يُدخل كليهما في أعماله الإبداعية بالمقدار ذاته

 من المودّة والإعجاب، وبالشّعور ذاته من التواضع، أيضًا."

(كارل شفارتس)

يرتبط نشاط هيرمان شطروك الفنيّ، بشكل وثيق، بمسيرة حياته وبنمط معيشته. إنّ موضوعات إبداعه هي الأشخاص الذين التقى بهم والأماكن التي زارَها. رسم منذ صغره بورتريهات لأدباء، علماء وسياسيّين كان يكنّ التقدير لهم. في المقابل، رسم شطروك أيضًا شخصيّات من عامة الناس: طلاب حكماء، حرفيّون، متسوّلون، نساء، أطفال وغيرهم. في النقوش والطباعات الحجريّة وصف مناظر متحضّرة: طبيعة ريفيّة، مناظر بانوراميّة للمدينة، حدائق، كُنس وكنائس وغيرها. وبكونه فنّانًا اتّسم بالتأنّي وبضبط النفس العاطفي، فقد تمعّن عن بُعدٍ في موضوعات أعماله.

وجهة نظر شطروك اليهوديّة والصهيونيّة ملحوظة في المعرض من خلال تمثيلات لمناظر طبيعيّة وأشخاص في أرض إسرائيل، التي زارها لأوّل مرّة عام 1903 ثمّ استقرّ فيها بشكل دائم عام 1922. تظهر في البورتريهات التي أنتجها شخصيّات بارزة في الثقافة اليهوديّة والحركة الصهيونيّة، كما تشتمل على وصف للحياة اليهوديّة ولشخصيّات من المدن الواقعة في شرق أوروبا.

يضمّ المعرض أيضًا مناظر طبيعيّة أنتجها شطروك في شبابه في ألمانيا، وفي وقت لاحق، خلال خدمته العسكريّة في الحرب العالميّة الأولى، في أوروبا الشرقيّة. كما يُعرض بعضٌ من أعماله ورحلاته في أوروبا وأمريكا. على الرغم من أنّ شطروك أنتج شخصيّات نسائيّة في أحيان متباعدة، فإنّ المعرض يضمّ مجموعة مختارة من تلك الأعمال في غرفة خاصّة بها.

كان شطروك فنّانًا كبيرًا في تقنيّات التصميم الغرافيكيّ الفنيّة، ولا سيما في مجالات الحفر والطباعة الحجريّة. أعماله تشمل الألوان المتوسّطة ما بين الأبيض والأسود. غالبًا ما كان حجم الصورة التي أنتجها مطابقًا لحجم صفحة في كتاب من القطع العاديّ، لكن أحيانًا كان الحجم صغيرًا. إن صفحات أعماله تتطلّب التأمّل الحميميّ واليقظ، كما تتطلّب في بعض الأحيان استخدام عدسة مكبّرة للتمييز بين التفاصيل الصّغيرة والدقيقة.

يتمّ تنظيم هذا المعرض حول موضوعات خُصِّص لكلّ منها غرفة عرض: إلى أرض إسرائيل – الإنسان والمنظر الطبيعيّ؛ قاعة المشاهير لدى شطروك – بورتريهات وصور؛ أيّام الحرب العظمى في أوروبا الشرقيّة؛ ألمانيا – في المدينة والقرية؛ مساعدة نساء؛ الفنّان كسائح.

د. إيريت ميلر

أمينة معارض