برلين مدينة الأضواء: ما بين الحربين

الخميس, 06.04.17, 20:00

الأحد, 24.12.17

بمتحف هيرمان شطروق- يوم الخميس, ويوم الجمعة - ثمن البطاقة هو ٢٠ شيكل فقط!

 

مُتاح

لمعلومات إضافية:

04-6030800

شارك

"الطواعية الجديدة"، القادمون من ألمانيا وهيرمان شطروك

تبلور في ألمانيا، خلال سنوات العشرين، توجه فني يسمى "نويا زالخليشكيط" – وبالترجمة إلى العربية المتعارف عليها "الموضوعية الجديدة"، إو بالترجمة المُحسّنة: "الطواعية الجديدة". يتمحور هذا المعرض حول تأثير الفنانين الذين قدموا من ألمانيا، الواضح، إلى جانب ارتباطه الجزئي بأعمال الفنان هيرمان شطروك.  

بعد الحرب العالمية الأولى، اجتاحت إيطاليا، فرنسا وألمانيا، موجة جديدة من الفن: تم استبدال الإيفنغراد ("الطليعة") بالإيرييرغراد ("الحامية العسكرية") على خلفية الشعارات المنادية بالـ "عودة إلى النظام". نشأ التوجه إلى التعبير الأكثر واقعية عن الأشياء من التمرد على موضوعية التعبيرية الراديكالية. في ألمانيا، أولي الاهتمام إلى النظرة التصويرية، وفي بعض الأحيان الغرتسك، إلى الحياة المدينة: نشوء المقاهي، المومسات، العاطلين عن العمل، أصحاب الأموال، أصحاب المهن وغيرهم. 

عام 1925، ادعى الناقد الفني فرانس روي أنه في مقابل التعبيرية التي تميل إلى الوجدانية، الديناميكية، العاطفية والتشويه الشكلي، فإن "الطواعية الجديدة" تتسم بالاهتمام بالمواضيع اليومية مع التشديد على الأشياء، بالسكون، بالتنكر وبالعقلانية. من بين الفنانين البارزين الذين عملوا ضمن هذا التوجه، كان كل من جورج غروس، أوتو ديكس، رودولف شليختر، جورج شولتسي، ويلهام هايزي، كريستيان شاد، أوغوست ساندر وغيرهم.  حظي هذا التوجه بأصداء كبيرة في تلك الفترة من خلال الفن في أرض إسرائيل، التي كانت تفضل منذ البداية الأفنغراد الملتزم. وقد اتسم أسلوب "الطواعية الجديدة"، على سبيل المثال، بأعمال مبكرة معينه لناحوم جوتمان. غير أن أساس الحوار في هذا التوجه تمثل من خلال أعمال الفنانين القادمين من ألمانيا. 

قام الرسام يوسيف بودكو، بروح "الطواعية الجديدة" بإبداع لوحات تعبر عن أصحاب المهن اليهود. وتبنى يعكوف شطاينهاردت لفترة ما هذا النمط لوصف مناظر برلين أو للوحات التي تعبر عن العمال. ميرون سيما، الذي تعلم في درزدن لدى اوتو ديكس، توجه إلى الواقعية الاجتماعية التي تتسم بالتنكر وبالبهوت. أما شالوم زيغفريد سيبا، فقام بإبداع شخصيات المبدعين على نمط "الطواعية الجديدة" وتصاوير ذاتية بإلهام من ماكس بكمان. وقامت ليئا لنجر-جرونديغ بإبداع نقوش تعكس احتجاجا اجتماعيا ونقوش وجوه ذات ارتباط بهذا التوجه الفني. حتى مردخاي أردون (ماكس برونشطاين) البرليني، وعلى الرغم من ارتباطه الوثيق بمعلمي الـ "الباوهاوس"، تأثر بهذا النمط في وصف الشخصيات من طبقة العاملين، بروح التوجه الاجتماعي الاشتراكي.

بناء على ما هو مذكور أعلاه، هل سيكون من الصحيح تمييز قسم من طباعات هيرمان شطروك، من الحقبة البرلينية وحتى قدومه إلى البلاد عام 1922 من خلال الصلة والارتباط بالـ "الطواعية الجديدة"؟ ليست الإجابة قاطعة. إذ أن شطروك لم يستجب بصورة دايلكتيكية للتعبيرية، وتأثر، منذ بداية طريقه، بالواقعية الأكاديمية. لقد نبع التزامه بالمواضيع الاجتماعية، بالأساس، من روحه الإنسانية فوق السياسية. منذ أيام الحرب، كان واضحا اهتمامه الانتروبولوجي بالتعبير عن أصحاب المهن اليهود.  هل بالإمكان القول إن طباعات أصحاب المهن التي أبدعها شطروك، الذي كان فنانا يحظى بالتقدير في ذلك الوقت في ألمانيا، كانت تدل على مركزية الموضوع بالرسم في ألمانيا خلال النصف الثاني من سنوات العشرين؟

يختلف خط الرسم المرن الذي امتاز به شطروك، بطبيعته، عن موضوعية رسامي "الطواعية الجديدة" الصلبة. إنه يحافظ على مسافة من مواضيع لوحاته، لكنه يعبر عن إعجاب وليس تنكر أو غرتسك. بالإمكان القول إنه من خلال تركيزه على مقموعي شرق أوروبا اليهود، سبق شطروك ارتباط فناني هذا التوجه الفتي بالمقموعين – غير اليهود بغالبيتهم. عبّر عن ذروة حساسيته الاجتماعية – بالأساس- من خلال تطرقه ليهود شرق أوروبا ولتجاربه في القدس. وفي حين عُرف فنانو "الطواعية الجديدة" بموقف الاحتجاج والتهكم في وصف هذا النوع من الشخصيات، يمثل شطروك نظرة سائح يقوم بالتوثيق أو نظرة رحيمة من يهودي يذكر المكتوب في الإصحاح الخامس عشر من سفر التثنية: "لا تشح بقلبك ولا تقبض يدك عن أخيك، الفقير".   

معالجة مختصرة لمقالة كتبها المؤرخ الفني د. جدعون عفرات.

 

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك