من المقتنيات الجديدة لمجموعة المتحف

الخميس, 11.07.19, 20:00

الجمعة, 24.01.20

:

مُتاح

لمعلومات إضافية:

04-6030800

شارك

يقدم المعرض أعمالاً مأخوذة من المقتنيات الجديدة التي قام بها متحف حيفا للفنون. فتوسيع مجموعة المتحف حفظها وعرضها هو واحد من اهم أنشطة المتحف. بل والأهم من ذلك هو أن مجموعة المتحف هي التي تُحدد طابع أي متحف. في عام 2018 اقتنى متحف حيفا للفنون أعمالاً فنية إسرائيلية معاصرة- حيث انجزت جميع تلك الأعمال منذ عام 2000 بأنواع متعددة من الوسائط الفنية: رسم، تخطيط، نحت، إنشائيات وتصوير. وبعضها لم يُعرض بعد على الجمهور.

 

في العمل الفني المعنون رثاء رقم 2 (2009) الذي أنجزته الفنانة أورلي هومل، تعبر اليدين عن نحيب على فقدان شخصي أو جماعي. فالأيدي النسائية وتخريمة الدانتيل تموضعان العمل في الفضاء النسائي، الحالم، العاطفي، الحنيني. تتناول الفنانة العلاقة بين المادة الناعمة، الرقيقة والهشة لتخريمة الدانتيل وبين مادة الجبس. اليد تعبر عن أمور ليست هناك طريقة أخرى للتعبير عنها. حسب ما يعتقده باحث علم الأنتروبولوجيا (علم البشريات) جون راسل نافيير (1980) فإذا مُنحت اللغة للبشر لأجل إخفاء أفكارهم فإن غاية اليدين هي كشف تلك الأفكار.

تصويرة عمونه، درب الثعبان (2000) من إبداع الفنان بافيل ولبيرغ تصف إخلاء مستوطنة. وتتبدى قوتها بوضوح من الابتعاد الذي ينجح في نقل مشاعر الألم والنضال بطريقة حادة. في تصويرة أخرى للفنان ولبيرغ بعنوان حجارة في سماء بلعين (2009)، يظهر فيها متظاهر فلسطيني يرمي حجراً خلال المواجهات قرب الجدار الفاصل. هنا يبرز النشاز بين راشق الحجارة وبين السماء التي تحتل نحو ثلثي حجم الصورة. لا توجد هنا هالة نصر برغم زاوية التصوير المنخفضة. هذه الزاوية تعظم الدراما وتمنح لراشق الحجارة الفلسطيني حضوراً مُهدِداً.

نردين سروجي أبدعت عملاً عنوانه صرّة I (2018) – وهو أحد رموز اللجوء الشائعة. يتميز العمل بخطوطه الناعمة، المحدبات والدوائر الناتجة عن الأغراض التي تلمها الصُرّة المربوطة في داخلها. اختيار اللون الأبيض الذي يميز صالات العرض والمتاحف، إنما ينم عن عبارة ناقدة للفنانة الفلسطينية التي تستخدم لوناً يتناغم مع ذوق المؤسسة الإسرائيلية. علاوة على ذلك فإن اللون الأبيض يستحضر من الذاكرة القماش الأبيض الذي يغطون به الأغراض في البيت حين يغادرونه لفترة طويلة.

فكرة الإنشائية المُسماة انتفاضة(2016) I  من إبداع الفنان شاي أريك برزت في أوج انتفاضة السكاكين. فأنصُل السكاكين المتجهة نحو المشاهد تهدد بالطعن مرة أخرى. والأزهار التي تنبت من داخل السكاكين هي أزهار بلاد إسرائيل وفلسطين. إنها ناعمة لكنها مصنوعة من معدن بارد. هي مُسطحة وعديمة اللون.

تمثال التراكوتا أو الطين النضيج المُسمى بلا عنوان (2016) من إبداع الفنانة أورلي مونتاج هو جزء من سلسلة شخصيات مدمجة في بناية تشبه الصخر الأرضي. تتأمل الفنانة مونتاج في جوانب مختلفة من ارتباط الإنسان بالبيت والبيئة. تمسُّك الشخصية بالأرض هو اتصال متناغم وطبيعي، فيما تعبر الفروع عن نمو الشخصية الروحانية. التحوُّل في العمل المُعنوَن إزهار الكرز (2017) من إبداع الفنانة ياعيل بلبن، من سلسلة أعمال اسمها "يوغا زوجية"، يتيح لزوج الشخصيات الظاهر من الأعلى اتحاد مع اللانهاية.

في لوحتها بعنوان طبيعة بشرية (2014) تصف الفنانة مايا يسرائيل واقعاً خيالياً بجرات ريشتها التعبيرية والمُشبعة. هذا التوتر الذي تتغذى منه اللوحة نابع من تمويه وتفكيك الشخصية الظاهرة من خلال عمليات بناء ومحو.

في تصويرة نابلس (2014) من إبداع الفنانة الفلسطينية رُبى أميرة سلامة تغوص الفنانة في دراسة مسائل الهوية، الحيِّز والحدود. الشخصية النسائية في مركز التركيبة هي شخصية رُبى المعروضة على سجادة عليها منمنمات كثيفة وترتدي ثياباً عصرية – سروال جينز – بطريقة تنم عن مواجهة بين العصري والتقليدي. الفستان في تصويرة فستان أحمر (2016) من إبداع الفنانة أميرة زيّان يعكس الأنوثة، الرقة والحرية بينما هو معلق على خلفية اسمنت صلب يرمز إلى الاستقرار والمتانة. هذه الصورة الذهنية الاخذة بالاندثار تسأل هل يجب التنازل عن اللباس العصري وتبنّي اللباس التقليدي. الفستان الأحمر هو تصويرة شخصية، بورتريه ذاتي للفنانة وهي أيضاً تصويرة رمزية تثير التساؤلات بشأن هويتها الأنوثية، الاجتماعية والثقافية.

الأعمال الجديدة في المجموعة تدلل على استمرار انشغال الفنانين المعاصرين بأمور الصراعات بين أساطير متنافسة، التوتر وبين الذاكرات المختلفة كلياً والصدام بين التقاليد والعصرنة- وجميعها تؤثر في بلورة هوية الإنسان والمجتمع ومُلهمة للعمل الإبداعي.

أمينة المعرض: ريفيتال سيلفرمان غرين

 

 

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك