هرمان شتروك: روح ومادة

هرمان شتروك: روح ومادة

هرمان شتروك من مواليد برلين (1876-1944) ويُعتبر أحد اهم فناني الطباعة في ألمانيا وفي البلاد خلال النصف الأول من القرن العشرين. ترعرع في ظل أسرة يهودية متزمتة وثرية كانت تنتمي لطائفة "عدات يسرائيل" التي دعت إلى التمسك بالمبادئ الدينية إلى جانب الانفتاح على العالم العصري. وهذا ما أتاح لشتروك اكتساب مبادئ اليهودية من جهة وتنمية ميوله الفنيّة ونيل الثقافة العالية من جهة أخرى. تجتمع معًا هويته الدينية وميله للانشغال بالفن وكأنها من جوهر عالمه الروحاني ومن أعماله الفنيّة.

درس شتروك في أكاديمية الفنون في برلين ما بين سنوات 1895-1899. وقد أثرت التربية الفنية الأكاديمية على نظرته إلى عالمه وعلى اختياره التخصص في جانب التصميم الجرافيكي الفنيّ. وإلى جانب إبداعاته الفنية الكثيرة فقد كان شتروك ضالعًا في الأمور العامة وكان شخصية اجتماعية معروفة. وكان من بين مؤسسي حركة "مزراحي" الصهيونية الدينية وشارك في المؤتمرات الصهيونية. تطوع خلال الحرب العالمية الأولى للخدمة العسكرية في صفوف الجيش الألماني، وفي عام 1922 استقر في البلاد وواصل انشغاله بالأنشطة الفنيّة وفي الشأن العام.

في عام 1925 اتخذ شتروك وزوجته ملكا هذه البناية مستقرًا لهم، حيث تقع هذه البناية في شارع أرلوزوروف في هدار هكرمل. البيت مؤلف من ثلاثة طوابق وصممه المهندس المعماري ألكسندر برفالد – وهو أحد اهم المعماريين الذين عملوا في البلاد في ذلك الوقت. وفي هذا البيت الاصطفائي الجامع بين العناصر الغربية والشرقية، استعاد شتروك بناء مرسمه في برلين وفيه واصل عمله في مجال الإبداع وتعليم الطباعة.

هذا المعرض الدائم يعرض متنوعًا من أعمال شتروك من مجموعة المتحف ومن جميع فترات عمله. كما ويتيح المعرض التعرف على طبيعة واقع الحياة التي تميز بها بيته من خلال عرض لمجموعة قطع من الأثاث ومن أغراض الفنان الشخصية،

يعكس المعرض تمحوّر شتروك في البورتريهات وفي أوصاف المنظر الطبيعي. يشمل المعرض بروتريهات لشخصيات علمية وأدبية من الثقافة اليهودية والعالمية وألبوم يصف أسرى الحرب من أيام الحرب العالمية الأولى، ومطبوعات لمناظر من رحلاته في البلاد وفي العالم وغيرها. تتميز البورتريهات بنظرة تتأمل عن قرب وبالتفصيل أدق تفاصيل تعبير الوجه، أما المناظر الطبيعية فتتميز بوصف بانورامي، نظرة من بعيد وبخطوط رقيقة ورصينة وبروح رعوية أحيانًا. هذا الجمع يعكس ميل الفنّان إلى إبداع أعماله على إثر التفاعل المباشر مع واقع الحياة من حوله.

أمينة المعرض: ليمور ألفران